Monday, July 27, 2020

الفنون والعماره في الحضاره الفينقيه

حسب الدراسات العلميه والتاريخيه يعتبر الفن الفينيقي فن تركيبي متنوع شعبي ونتج عن مجموعه معقده من التأثيرات في منطقه مفترق طرق العالم القديم التى تعرضت للاحتلالات الاجنبيه المتعدده والى وجود ونفوذ مختلف الحضارات الاخري 
الفن الفينيقي
 قَسًمَ الفن الفينيقي حسب فترتين زمنيتين
 الأولى مع أوائل الألف الأول قبل الميلاد، خلالها انتسب وتأثر الفن الفينيقي بالفن المصري وفن بلدان بحر ايجه، وعموما، قَلًد الحرفيون الفينيقيون الكثير من فنون العالم القديم
  الزمن الثاني الممتد من الألف الأول قبل الميلاد وحتى نهاية العصر اليوناني الروماني، لم يكن مجرد تقليد، ولكنه كان تنسيقي، حيث أن الفينيقيون مزجوا ووفقوا للتوصل إلى إبداعاتهم وإنتاجاتهم الخاصة
تأقلم الفن الفينيقي مع مختلف الاتجاهات الفنية المتوافرة في ذلك الوقت ليتناسب مع الطلب أوالشعوب المقصودة لهذه المنتوجات 
الابتكار الرئيسي في هذا الميدان هوان الفن توافق مع الحياة اليومية، ليصبح في  متناول الجميع وعلى نطاق واسع.
 لم يعد يقتصر الفن إلى فئة اجتماعية معينة، لكنه، على يد الفينيقيين، اصبح إنتاج عامي وشعبي الذي سَهًل عمليات التجارة والتسويق في جميع مناطق البحر الأبيض المتوسط
صناعه الزجاج
روى انه تم  اكتشاف الزجاج من قبل قارب فينيقي رسي في جنوب صور، ونزل البحارة على الساحل واستعملوا بعض الكتل من نترات البوتاسيوم لحماية وتأجيج نارهم. فذابت النترات واندمجت مع رمال الشاطئ، وادت هذه العملية إلى خلق مجموعة من الأشكال الملونة ذات مظهر ملحوظ وجميل فكان هذا أول وحي من صناعة الزجاج
ينقسم المؤرخون حول مصدر اختراع الزجاج، فالبعض يقولون أن الفينيقيون هم وراء هذه الصناعة. أما البعض الأخر فيعزوها إلى المصريين، ويعتمدون أن الدور الفينيقي اقتصر على ترويجها في أنحاء العالم القديم. مع تطور الاكتشافات التاريخية ووفقا لأحدث النظريات والدراسات، اتضح أن منشأ صناعة الزجاج يعود إلى بلاد ما بين النهرين. وانتشر من بعدها نحو مصر، ليعود إلى مراكز الساحل المشرقي، ليتوافق مع التغيرات التاريخية والسياسية
من الأكيد أن الزجاجيات المصنعة والمنشورة من قبل الفينيقيين كانت مشوبة مع الألوان الغنية  وتتكون من أشكال مختلفة تبعا للحاجة أو وجهة استخدامها واستعمالها. من اجل روتين الحياة اليومية، صَنًعَ الفينيقيون الأكواب والزجاجات وقوارير المراهم. في حين صناعة الخرز الزجاجي والمعلقات كانت مخصصة للمواد الفاخرة
والمجوهرات
مع الاعتبار أن دور الفينيقيين اقتصر على العموم لتامين وضمان الاستمرارية في صناعة الزجاج، فمن الأكيد بانهم كانوا وراء اختراع طريقة الزجاج المنفوخ التي طالما كانت أخصائية صيدا. وبفضل العلاقات التجارية التي ربطت المدن الفينيقية مع سائر أنحاء العالم القديم، عُمٍمَتْ هذه الصناعة على جميع الشعوب وخاصة حوالي البحر الأبيض المتوسط
عقد من الزجاج، متحف اللوفر
عقد من الزجاج في متحف اللوفر
اعمال يدوية من الزجاج
اعمال يدويه من الزجاج
السيراميك
لم تتلقى دراسة السيراميك الفينيقية نفس درجة الاهتمام التي كُرٌسَتْ للفخار اليوناني. ويرجع ذلك أساسا إلى طبيعته وإلى أشكاله التي لا يمكن أن تتنافس مع جماليات الإنتاجات اليونانية الأكثر جاذبية ومهارة.
استمدت صناعة السيراميك في المدن الفينيقية مباشرة من الفخار السرياني الفلسطيني وذلك منذ نهاية العصر البرونزي
 استعملت في العديد من المجالات المنزلية، التجارية أو الجنائزية. تم تقسيمها إلى شكلين كلاسيكية، ذات الرؤوس المفتوحة أو الواسعة وتلك الضيقة أو المغلقة
تتعلق وظيفة الأوعية الفخارية على شكلها، فالمفتوحة كالصحون كانت تستخدم للأغذية والطعام
 أما المغلقة كالجرار، مع فتحة صغيرة على رأسها، كانت تستعمل لحفظ ونقل السلع الغذائية أو السوائل مثل القمح، النبيذ، النفط
الأباريق كانت تستخدم  للشرب أو لصب السوائل، تتميز بشفة أو طرف مقصوص. هنالك أيضا الإبريق ذات الصنبور المرفقة إلى الجانب على طول البطن، وعند قاعدته يتواجد مصفاة
 بعض الجرار كان من الممكن استعمالها في الطقوس الجنائزية، وغالبا ما تستخدم في القبور، كأواني لمراسم حرق الجثث، ومغلقة في بعض الأحيان بواسطة الصحون.
كانت المنتوجات الفينيقية من الفخاريات تحت تأثير نماذج من المراكز المجاورة (السامرة أو قبرص). البعض منها كانت مستوردة أو مقلدة، أو من إلهام غربي: كاليونان وصقلية أو من الأقاليم حيث استقر الفينيقيين أو أنشئوا مراكز التجارية، مثل سردينيا أو شبه الجزيرة الايبيرية
فخارات فينقيهفخارات فينيقية
الحرف اليدويه
 عرف الفينيقيون منذ البدء أهمية الحرف اليدويه وخاصه صناعه المجوهرات  ودورها الفعال في التجارة وعملوا على ترويجها وتطويرها. كان الذهب، الأفضل جودة والأغلى، من اهم المواد المستعملة والأكثر حفاظا. أما الفضة فكانت أقل استخداما بسبب تدهورها بمرور الزمن.نتيجه كثره ارتدائها
 وغالبا ما استخدم البرونز والأحجار الكريمة والزجاج في تكوين، تكملة وتزين هذه المجوهرات كانت الأشكال الزخرفية المستعملة مستوحاة في الغالب من الأسلوب المصري، الأكثر شهرة في تلك العهود والأكثر طلبا أعطيت الأفضلية للزخارف النباتية مثل الوريدة أو زهرة اللوتس والزخارف الحيوانية مثل الجعران وأبو الهول والصقر والأسد
كانت الصناعات من المجوهرات الفينيقية متنوعة وعديدة المظاهر، من ابرزها الأقراط المذهبة على شكل هلال أو قرص شمسي، والأساور، والخواتم، والقلائد المزينة مع الخرز الزجاجي، والمعلقات على جميع أشكالها 
برع الفينيقيون أيضا في الإنتاجات البرونزية ومستحضرات العاج، مع العلم أن المواد الخام لهذه الصناعتين لم تتواجد على الساحل الفينيقي بل استوردت من بعض المناطق النائية. جاء العاج من الهند من قبل الكلدانيين ومن الجزيرة العربية ومصر. أما البرونز، الذي هو عبارة عن سبيكة من النحاس المتوافر على الشواطئ الإسبانية ومن القصدير الموجود في إنجلترا، حيث انشأ الفينيقيون العديد من المدن والمراكز التجارية لاستخلاص هذه المواد ونقلوها على سفنهم واستعملوا جزيرتي مالطا وقبرص كمستودعات لحفظها قبل شحنها إلى مدنهم لتصنيعها ومن ثم استخدامها أو بيعها
انتشر الإنتاج الفينيقي على جميع البلدان المعروفة في العصور القديمة. كان الفن في خدمة الجمال والزينة، استعمل أيضا في مجالات التجارة والخدمات، ومَثًلَ وسيلة لإثراء التجار والبحارة الذين تجولوا في جميع أنحاء البحار بحثا عن أسواق جديدة لبيع سلعهم. وغالبا ما جذبت هذه المنتجات الغزاة الطامعين بثروات المدن الفينيقية ليملأوا قصورهم بالغنائم التي تم الحصول عليها بعد احتلالهم وفرض نفوذهم
وضع الحرفيون الفينيقيون أعمالهم في خدمة الفنون القابلة للتكيف والخفيفة للنقل بدافع التجارة والمقايضة، ومنذ ذلك العهد ظهرت هذه الفنون الثانوية  أو الفنون الزخرفية 
 قيمة الغالبية من هذه المواد كانت مزدوجة، الأولى فنية بحتة، أما الثانية فباتت مرتبطة بالحاجة الفعلية والفائدة العملية في الحياة اليومية
مجوهرات وزينة فينيقية
مجوهرات وزينه فينقيه
درع وخناجر فينيقة مزخرفة
دروع وخناجر فينقيه مزخرفه
التخطيط والهندسه المعماريه 
معالم الطبيعة للشاطئ الشرقي للبحر المتوسط لم تكن بغريبة عن اختيار الإنشاءات الحضرية للشعب الفينيقي. بُنِيَتْ معظم المدن على الهضاب والنتوءات أو الجزر، على بعد مسافة قصيرة من الساحل، أو على حافة البحيرات الضحلة أو الخلجان التي تسمح مرور القوارب بسهولة
هذا النوع من المنشئات كان يؤمن للسفن أفضل الظروف الممكنة لصياغة وتحسين نظام الدفاع المناعي 
هذه المواقع كانت محمية بشكل طبيعي، الجزر المحاطة بالمياه هي الأقل سهولة للهجوم 
أما النتوءات فتشكل سد طبيعي ومركز ملائم مرتفع يمكن أن يستوعب مبنى شديد التحصين
كان تنظيم المستوطنة الفينيقية يدور حول هندسة ثابتة ومتناسقة. تتألف نواة المدينة من الأكروبوليس المحاط بالجدران، ومن ثم تتفرع الشوارع، وأنحاء الأحياء السكنية، والمباني الدينية وأماكن للأنشطة التجارية والصناعية
بنيت الأماكن المقدسة، في بعض الحالات، في مراكز مخصصة من المدينة (معبد أشمون، بستان الشيخ نبوي، صيدا, أو المعبد الفينيقي في مدينة صور من نهاية الفترة الفارسية التي أصبحت بذلك ركن ديني أو "حي مقدس
 أما المدافن فتواجدت غالبا خارج أماكن المعيشة، أحيانا كانت القبور تشكل حفرة أو بئر (المقبرة الملكية في جبيل) أو تارة على شكل ممر طويل ومنحدر يؤدي إلى قبر محفور تحت الأرض
ولكن إذا كنا لا نعرف إلا القليل عن الهندسة الفينيقية ومنشآتهم المعمارية الحضرية، لا يمكننا أن ننسى معبد سليمان في القدس، واحدة من اهم الإنجازات والأكثر إثارة للإعجاب من العمارة الفينيقية، والذي تم بناؤه من قبل عمال صور وعلى رأسهم المهندس حيرام المعروف تحت اسم "حيرام أبي المعماري
بالإضافة إلى التخطيط والعمارة من الممكن أن تشمل أيضا مختلف الإنشاءات الحجرية مثل المسلات، والنقوش، والتماثيل، والنعوش ومن أشهرها نعش احيرام ملك بيبلوس أو اشمونعازر ملك صيدا التي تأثرت بالنموذج المصري، وفي وقت لاحق، بالإلهام الفني اليوناني
يتبع

No comments:

Post a Comment