طبقات المجتمع المختلفه عندما تتعاون مع بعضها البعض تشكل حضاره تنمو وتزدهر وكما الحال في الحضاره الاكديه كباقي الحضارات قامت على اساس التعاون بين طبقات المجتمع وتأديه كل طبقه لمهمتها
الحياه الاجتماعيه في الحضاره الاكديه
المجتمع
كان المجتمع يتكون من ثلاثة طبقات اجتماعية
الطبقة الاولى تتكون من الاحرار ذوي الحرية المطلقة ويعدون الطبقة العليا في المجتمع وهم الطبقة الممتازة من المجتمع او من ولد رفيعاً هذه الطبقة كانت تتألف من المشيخة الذين لهم مركزاً مرموقاً في ادارة الدولة والقضاء وقواد الجيش وكبار الموظفين ،وكان القانون يفرض عليهم عقوبات اصرم اذا قاموا بأرتكاب جرائم ، وبالمقابل فرض القانون احترامهم على بقية طبقات المجتمع
الطبقة الثانية فهم الطبقة الوسطى فتتألف من الاحرار الذين كانت حريتهم تشوبهاالقيود وهم اتباع مليكون للدولة او الملك يمنحون اعانات عينية او قطع اراضي مقابل خدمتهم في القصر ،وكان المشكينم يوصف بأنه غير المالك (لا مواطن) حيث لم يكن يتمتع بحماية أي قانون عرفي عادي
الطبقة الثالثة من العبيد و كان العبيد يستخدمون بشكل كبير وان معظمهم في بلاد الرافدين كانووا من السكان المحليين اذ كانوا المدينون العاجزون عن دفع الديون والمفلسون من الاغنياء سواء كان رجل او امرأة يبيعون انفسهم او اطفالهم في حالات كثيرة ليصبحوا ارقاء،او من الاطفال غير الشرعيين ممن يرمون في الطرقات وكان العبيد غير شائعين لدى الاهالي
ونلاحظ ان طبقات المجتمع لم تختلف كثيرا عن تقسيمها في الحضاره البابليه
والقاعدة العامة ان الزواج بين الطبقات الثلاثة قليل الوقوع نظراً للفارق الاجتماعي بينهم الا ما ندر
اما اسرى الحروب فكانوا عادتاً يصبحون حصة الملك أي عبد الدولة .وكان هؤلاء يشيدون الطرق ويحفرون القنوات ويقيمون التحصينات العسكرية ،ويبنون المعابد ويفلحون اراضي الملك ويعملون في مصانع القصر ،وكانت اسماؤهم واعمارهم والمناطق التي قدموا منها تدون في سجلات خاصة ،وكان عبيد المعابد ينتخبون من اسرى الحروب
تنظيم العائله
يقف على رأس العائلة الاب(الزوج) وبيده جميع الصلاحيات والسلطات المطلقة شأنه في ذلك شأن الملك في بلاده وهو المسؤول عن اعالة افراد عائلته المكونة من زوجته واطفاله وابويه واخوته واخواته ان لم يكن لهم من يعيلهم وكان عليه ان يعمل ليحصل على المال اللازم لتوفير المسكن والمأكل والمشرب وكان يساعده في عمله اولاده من الذكور متى ما بلغوا سناً يسمح لهم بالعمل .وكان احترام الاب واجب على جميع افراد الاسرة
اما الام (الزوجة) فكانت تأتي في المرتبة الثانية بعد زوجها ،وهي المسؤولة عن ادارة شؤون البيت واعداد الطعام وتربية الاطفال وكانت سلطتها على اولادها ولا سيما الاناث منهم وكان للزوجة حقوق وواجبات على زوجها وعلى اولادها كما كانت لها شخصيتها المالية المستقلة فلها ان تملك الاموال المنقولة وغير المنقولة وتمتهن بعض الحرف والصناعات اليدوية التي تقوم بها في اوقات فراغها في البيت
الزواج
وكان اساس الزواج في العائلة الزواج الاحادي .فليس للرجل ان يتزوج من زوجة ثانية الا في حالات خاصة كمرض الزوجة الاولى الذي لايرجى شفاؤه او عدم انجابها الاطفال او انكارها زوجها او التقليل من قيمته والخروج عن طاعته
ولم يكن الزواج يعتبر قانونيا ومعترفا به الا اذا ثبت بعقد مكتوب واشهد عليه الشهود واذا صادف ان اخذ رجل امرأة واسكنها في بيته لمدة سنة كاملة دون ان يكتب لها عقدا ويحصل على موافقة والديها فلا يعتبر ذلك زواجا شرعيا ،وكان رضى الوالدين واقرارهما الزواج شرطاً اساسياً لقيام الزواج الشرعي
وكانت مراسيم الخطوبة والزواج شبيهة بالمراسيم المتبعة في الوقت الحاضر وكانت ترافقها احتفالات عائلية وتقديم الهدايا وقد تستمر عدة ايام وكان على الزوجة البقاء في بيت زوجها
يسبق الزواج حفل الخطوبة الذي يقوم خلاله الزوج بصب العطور على رأسها ،ويجلب لها الهدايا والمأكولات وتصبح بعدها الفتاة عضوا كاملا في اسرة زوجها المقبل ،أي انه اذا ماتوفي سوف تتزوج واحدا من اخوته وان لم يكن له اخوة فأنها تتزوج من احد اقاربه الاقربين
كان الزواج يرتبه عادة والدي العريس اللذان يختاران البنت لتكون عروسا لأبنهما وكان يسبق ذلك وعد بالزواج مع مواثيق ثابتة معززة بقسم بأسم الملك
وكان الزواج يتضمن ثلاثة انواع من المبالغ
الاول : يقدمه الزوج الى عائلة زوجته المقبلة وهو المهر ،وهو ملك خاص بالزوجة ويرثه ابناؤها من بعدها
الثاني : مبلغ او هدايا تقدمها عائلة الفتاة عند الزواج ويكون هذا المبلغ وديعة عند الرجل له الحق بالتصرف به مؤقتاً ولكنه يبقى ملك الزوجة ولها ان تسترده في حالة الطلاق ويرثه اولادها او والدها ،ان لم يكن لها اولاد من بعدها
الثالث : فهو هدية الزوج لزوجته من بعد الزواج
ومن المتفق عليه اذاما توفيت الفتاة وزوجها لم يرغب بالزواج من احد شقيقاتها فأنه سوف يسترجع كل الهدايا التي اهداها اليها ماعدا ما تم استهلاكه منها
وكان الزوج من طبقة الاحرار يضع الحجاب على وجه عروسه بحضور شهود ويعلن بكل خشوع انها زوجتي
كان الطلاق معروفاً عند العراقيين القدماء ولكنه محدداً في حالات معينة ذكر بعضها في القوانيين والتشريعات القديمة،وكان الطلاق يثبت بعقد مكتوب ومشهد عليه ،وكانت اليد العليا في الطلاق للرجل
كان التبني معروفاً في مختلف العهود العراقية القديمة ويعتبر من التقاليد القانونية المشروعة فيستطيع الاب ان يجعل اطفاله من أمة او سرية شرعيين بالتبني،و اذا تبنى حرفي ولداً ليربيه (يتبناه) وعلمه حرفته فلا يحق لأحد المطالبة باسترداد الولد ،اما اذا لم يعلمه حرفته فأن من حق الولد العودة الى بيت ابيه ،وفي الحقيقة لم يكن هناك فرق قضائي بين الاطفال من صلب الرجل والاطفال بالتبني في موضوع الأرث
اما عن موضوع الارث فأنه اذا مات الرجل قبل زوجته فأنها لا ترث ممتلكاته بل تحافظ عليها للورثة ،اطفالها ما داموا قاصرين ،وعموما فأن ممتلكات رب الاسرة المتوفى تذهب الى الذرية من الذكور والاناث ،وعند عدم وجود الذرية فأن الممتلكات عموما تعود الى اخو الزوج المتوفى
وكان موضوع الوصية وارد في الشرائع العراقية القديم فاذا وهب رجل وريثه المفضل حقلا او بستانا او بيتا وكتب له وثيقة مختومة بذلك،فبعد ان ينتقل الاب الى اجله وحين يقسم الاخوة تركتهم فأن الوريث المفضل يأخذ الهبة التي منحها له ابوه فعليهم ان يستثنوا ذلك ويقسموا بالتساوي املاك ابيهم
يتبع
No comments:
Post a Comment