كانت الحضاره الاراميه غنيه بلغتها التى أثرت الشرق القديم واستمرت لعده قرون
اللغه الاراميه
تنتمي اللغة الآرامية وهي إحدى لغات سورية القديمة إِلى أسرة لغوية كبيرة عرفت في أوساط الباحثين باسم اللغات السامية وأقرب اللغات القديمة إِليها هي اللغات الكنعانية، وكباقي اللغات بينها وبين الاللغات السامية عناصر مشتركة كثيرة في النطق والمفردات والتصريف وعرف المشرق القديم في أيامهم وحدة ثقافية لغوية واقتصادية قامت على أكتاف الآراميين لم يشهد لها المشرق مثيل من قبل بهذا الاتساع وبهذه القوة، وحتى بعد دخول الإسكندر المقدوني وقيام الممالك الهلنستية (السلوقيين والبطالمة) انتشرت الثقافة الهلينية في بلاد المشرق، رغم ذلك بقيت اللغة الآرامية برغم التأثيرات الجديدة ظلت منتشرة وكان ذلك من أهم عوامل وحدة المشرق القديم واستمرت اللغة الآرامية بقوتها حتى فتح المسلمين لبلاد الشام
الادب الارامى
غوزانا وسمآل وتل الفخيرية
غوزانا إحدى الممالك الآرامية في سورية ويعتبر نقش ملك غوزانا من صلب الأدب الآرامي إضافة للنصوص الملكية الآرامية والتي تعود إلى منتصف القرن الثامن والتاسع ق.م في بلاد آرام في الجزيرة السورية، نقش هدد ملك غوزانا وكذلك نقش كيلاموا ملك سمآل والنقوش الآرامية في تل الفخيرية، وقد تبلور الأدب الآرامي في عدد من مدن آرام السورية، وينبغي القول إن سيفوس المؤرخ كتب كتابه المعروف في التاريخ القديم أولا باللغة الآرامية السورية القديمة في عام 75 م وبعد ذلك باليونانية وهو النص الذي وصل إلى أيدي الباحثين، ويتضح أن اللغة الآرامية تطورت وأصبحت لغة الإدارة والتجارة والأدب وغدت فيما بعد لغة عالمية
نص دير علا
نصوص فيلة
أو سيرة الحكيم أحيقار بين المخطوطات الكثيرة التي عثر عليها في جزيرة فيلة مقابل أسوان في الصعيد يمكن تعرف عدد من النصوص الآرامية من عصر آرامية الإمبراطورية. أما أهم هذه النصوص فهي أمثال الحكيم أحيقار وقصته، وكانت هذه النصوص متداولة زمنًا طويلًا في المدارس الآرامية في وقد بقيت سيرة أحيقار إثرًا شعبيًا معروفًا في الشرق الأدنى القديم كله كما يتضح من الترجمات المأثورة في عدد من الآداب الشرقية، ولاسيما في الأدب السرياني. أما النواة الأساس في كتاب أحيقار فتتألف من مجموعة أمثال باللغة الآرامية الغربية من مصدر سوري قديم. وقد انتظمت هذه الأمثال في قصة تروي ما أصاب أحيقار من سعد ومن نحس، وهو الحكيم البارع مستشار آشور كلها، وحامل أختام سنحريب ملك آشور
وبقي اسم أحيقار مشهورًا في عصور لاحقة، لأنه يرد في لوح مسماري من العصر الهلنستي أدرجت فيه قائمة بأسماء عدد من المشهورين وفيهم أخوقار وهو أحيقار المذكور هنا على الأرجح. وقد عاش في مطلع القرن السابع ق.م. أما النسخة الأخرى لسيرة هذا الحكيم الآرامي فكتبت بلغة آرامية وبلهجة شرقية رافدية (لهجة الجزيرة السورية)، وكان هدفها ترسيخ قيم الشرف والأمانة والإِخلاص لتربية أجيال من الكتّأب والموظفين الذين كانوا يعدّون للعمل في خدمة الدولة في آشور وبابل
نقش بهيستون
أو تعاليم الملك دارا / داريوس / داريوش بالآرامية. ويتضمن هذا النقش نصًا تعليميًا لتأهيل الموظفين، وهو في الأصل نقش ملكي حُوّل إِلى نص مدرسي. وهذه وسيلة من الوسائل التي كانت تتبع لترسيخ الفكرة الملكية والإِخلاص في رؤوس أولئك الذين يعدّون للعمل في الدواوين في أنحاء الإمبراطورية. يعود هذا الأثر إِلى الأيام الأولى من حكم العاهل الفارسي داريوس الأول (522/521 ق.م). وهو النسخة الآرامية من نقش تاريخي أعدّ بالخط المسماري وبلغات مختلفة كانت معروفة في بلاد الإمبراطورية، هي والعيلامية والبابلية، ليعمم ويعلن في مختلف الأصقاع
ويمكن تاريخ النص الآرامي لنقش بهيستون في الربع الأخير من القرن الخامس ق.م أي بعد قرن تقريبًا من اعتلاء داريوس الأول العرش وهو يؤكد إِضافة إِلى ملاحظات أخرى، استخدام النص الآرامي في تعليم سيرة الملك ومآثره في مدارس الإمبراطورية الفارسية وفي تربية أتباعه على الولاء له
وقد كتب النص الآرامي لنقش بهيستون على ملف بردي طوله نحو ثلاثة أمتار، ويتألف من 190 سطرًا، وفيه رواية لأخبار الحملات الأولى التي قام بها داريوس الأول لتوطيد أركان عرشه وقمع عدد من الثورات. وتتضمن الخاتمة وصايا وتعاليم أخلاقية موجهة إِلى من يتولى الحكم بعده، وفيها تحذير من الكذب والكذابين ودعوة إِلى الصدق وقول الحق، وتبشير بمباركة الإله أهورا مزدا للصادقين ولأبنائهم من بعدهم
نصوص قمران
أو مخطوطات البحر الميت الآرامية. وهي مخطوطات كتبت بالآرامية والعبرية عثر على عدد منها في مغاور قريبة من البحر الميت في فلسطين 1947 م وقد أدى العثور عليها إِلى كشف النقاب عن نصوص آرامية مهمة يمكن تعرف مضمونها بمقارنتها بنصوص موازية في لغات شرقية أخرى معاصرة. ويبدو لأول وهلة أن معظم هذه النصوص الآرامية كتب ما بين القرنين الثالث والثاني ق.م. ومن أهم هذه النصوص أربع مخطوطات من سفر طوبيا. وليس من شك لدى الباحثين اليوم في أن هذا السفر كان قد كتب، أول الأمر باللغة الآرامية، ومن المحتمل أن ذلك كان ما بين القرنين الرابع والثالث ق.م بتأثير قصة أحيقار التي يفترض أن كاتب السفر قد عرفها. وهناك أيضًا سفر أخنوخ، الذي يضم الكتاب السماوي وكتاب الحراس وكتاب الأمثال وكتاب الحكماء ورسالة أخنوخ ويمكن أن يضاف إِليها كتاب العمالقة. كان سفر أخنوخ معروفًا بفضل الترجمة الحبشية، ولكن بعد العثور على إِحدى عشرة نسخة مخطوطة بالآرامية من هذا السفر في المغارة رقم 4 في موقع قمران، غدا من الواضح أن الآرامية كانت اللغة الأصلية للنص.
عثر على نصوص أدبية متنوعة من مصادر مختلفة مثل نص صلاة نبو نيد، ونص مزيّف عن التكوين من الممكن أن يعود إِلى القرن الثاني أو الأول ق.م. وكذلك ترجوم سفر أيوب. واستخدمت اللغة الآرامية إِلى جانب اللغة المصرية الديموطيقية في كتابة بعض النصوص. ويوجد نص سحري مزدوج اللغة كتب بالمسمارية البابلية وبالآرامية ويعرف بنص أوروك (الوركاء)، وكان أول من قرأه وترجمه فرانسوا ثورو دانجان، ثم نشره أندره دوبون ـ سومر.
يتبع
No comments:
Post a Comment