لقد كان لمملكه سبأ نشاط زراعى ملحوظ بالرغم من ان الطبيعه لم تكن في صلحهم ولكنهم استطاعوا ان يبتكروا طرق تساعدهم في الزراعه
الاقتصاد في مملكه سبأ
الزراعة والتجاره بما تنتجه الأرض كان عماد اقتصاد السبئيين وقد استطاع الباحثون الإسهاب في هذا الجانب من تاريخهم أكثر من جوانب أخرى للنصوص المكتشفة المتعلقة بالزراعة وتنظيمها من قوانين كانت تكتب على صخور كبيرة توضع على مدخل السوق إن كانت متعلقة بتجارة أو تحفظ في المعابد ما تعلق الأمر بالضرائب والمزروعات ويختلف اليمنيون قديمًا وحديثًا بشأن نظرتهم للزراعة عن معظم سكان شبه الجزيرة العربية ومردَّ ذلك طبيعة بلادهم بدرجة أولى الماء قليل في شبه الجزيرة العربية بما فيها اليمن قديمًا وحديثًا وهو ما دفع السبئيين والمعينيين لإنشاء مستعمرات على طول الطريق التجارية عوضًا عن بناء حكومة مركزية ومجتمع كبيرولكن حظ اليمن من الأمطار أوفر رغم أنه غير منتظم وهزيل مقارنة بمناطق أخرى من العالم. وعدم انتظام الأمطار وهطولها بشكل مفاجئ قد يسبب كوارث طبيعية أهمها السيول ولا شك أن اليمن عانى منها فعمل السبئيون على بناء السدود للاستفادة من هذه السيول قدر المستطاع. وبالفعل فقد رويت أراضيهم أيام الاستقرار وجدبت أيام الاقتتال والنزاع القبلي، فكل الوارد في نصوص خط المسند عن تصدعات أصابت سد مأرب، كان يرد في فترات القتال والنزاع غالبًا لانشغال القبائل بالقتال وإهمالهم صيانة السدود
الزراعه
قاموا ببناء السدود لتجميع السيول في أحواض وتوجيهها الجهة التي يريدون عن طريق أبواب تفتح وتغلق حسب الحاجة ويعتبر سد مأرب أحد أقدم السدود في العالم وكان يروي ما يقارب 24,000 آكر (قرابة 98,000 كم مربع) وعده الباحثون معجزة تاريخ الجزيرة العربية ودفع السبئيون الأجور وقدموا المواد الغذائية للعمال الذين يقومون بصيانة السدود وبنائها إلا في حالات الطوارئ، فحينها كان الملوك يجبرون زعماء القبائل والمواطنين وكل من يجدونه أمامهم على العمل لتجنب الكارثة هناك اختلاف بين الباحثين حول مرحلة بناء السد، فقد مر بعدة أطوار وأبحاث أثرية حديثة قام بها المعهد الألماني للآثار تشير إلى نظم زراعية قرب مأرب تعود إلى الألفية الرابعة ق.م إلا أن السد الشهير نفسه يعود إلى القرن الثامن ق.م وبقي صامدًا يؤدي عمله حتى عام 575 ب.م بعض الباحثين أعاده إلى القرن العاشر ق.م تعرض لعدة تصدعات ولكن نهايته كانت في العام 575 بعد الميلاد لغياب حكومة مركزية واضطراب الأمن في البلاد وتدخل القوى الأجنبية (الفرس) واستقلال زعماء القبائل بإقطاعياتهم في القرن الثامن، وردت نصوص لمكاربة تشير إلى تعلية وإصلاحات على السد فبلغ طوله 577 متراً وعرضه 915 متر وهو ضعف سد هوفر الأمريكي وبُني في الجهة التي تسيل منها السيول فتمكن السد من حصر الماء وزُود بثقوب أو أبواب لتسمح بقدر أكبر من التحكم بجهة المياه عقب استقرارها في الحوض وتم اقتطاع حجارة السد من صخور الجبال ونحتت بدقة ووضعت فوق بعضها البعض واستخدم الجبس لربط الحجارة المنحوتة ببعضها البعض واستخدام قضبان إسطوانية من النحاس والرصاص يبلغ طول الواحدة منها ستة عشر مترًا وقطرها حوالي أربع سنتيمترات توضع في ثقوب الحجارة فتصبح كالمسمار فيتم دمجها بصخرة مطابقة لها وذلك ليتمكن من الثبات أمام خطر الزلازل والسيول العنيفة وقد بلغ عدد السدود السبئية قرابة الثمانين سدًا صغيرًا منها سد في نجران بحوض يسع مئة مليون غالون من الماء حسب تعليقات المستشرق الإنجليزي جون فيلبي أو عبد الله كما سمى نفسه عندما ادعى اعتناقه للإسلام ويطلق على السد لفظة "عرمن" (العرم) في كل اللهجات الصيهدية ويشار للأرض المزروعة نخلاً بلفظة "أنخل" وللأرض بنفس اللفظ المستخدم في العربية المستخدمة حاليًا "أرض" ولإضافة أداة التعريف يضاف حرف النون في آخر الكلمة (أرضن) والأرض التي تزرع عنباً بلفظة "أعنب" وعن الأرض الثرية والموفرة بألفاظ من قبيل "أثمر" و"موفرن" وكان العنب يُنتج مرتين في السنة وقد كان من أهم المحاصيل الزراعية وعرفت اليمن بجودة عنبها كانت الحكومة تمنع المزارعين من قطف المحاصيل ولديها أجهزة متخصصة لمراقبة المحصول لتحديد الضريبة أو تسديد ديون عليها لمالك الأرض. ويقال للدقيق "طحنم" (طحين) في نصوص المسند وذكر سترابو أن العسل مشهور في اليمن وأنه كثير جداً كان السبئيون يواجهون الآفات الزراعية بعدة أساليب أولها وأكثرها بدائية كان تسمية البستان باسم أحد الآلهة وتخصيص جزء من المحصول للإله إذا نجح في المهمة المطلوبة وحمى الزرع وقد يكون المقصود تقديم جزء من المحصول للمعبد وأكبر آفاتهم كان الجراد ويشير السبئيون إليه بلفظة "أربى" وعملوا على رش حقول القمح بتربة خاصة لحمايتها منه
