سوف نتحدث اليوم عن حضاره اخرى من حضارات بلاد الرافدين وهى الحضاره البابليه
الحضاره البابليه
كان الحكم في زمن البابليين حكمًا وراثيًا، ويتمتع الملك بسلطات مطلقة في البلاد لعلاقته المباشرة مع الآلهة، وقد امتدّ حكم البابليين مدّة طويلة من الزمن، ويقسَّم تاريخ البابليين إلى الدولة القديمة والدولة اللاحقة والدولة الحديثة
الدوله البابليه القديمه
تأسست بابل على يدِّ الأموريين بين عامي 1894ق.م و1830ق.م، ويعدّ حمورابي سادس ملوك البابليين، هو المطوّر الفعليّ لبابل الذي استغلّ الوضع السياسيّ الذي كان في تلك الحقبة الزمنيّة، وفرض سيطرته على طرق التجارة عند أضيق مكان بين نهري الفرات ودجلة، فصارت بابل حينها من أهم المدن في الشرق، وبدأت دولة البابليين تمتدّ على أراضي الأكاديين والسُّومريين، فصارت بابل أقوى دول بلاد الرافدين، وبعد تولي الحكم من قبل ابن حمورابي "شمشو- إلونا"، بدأت الثورات المتمردة من الجنوب، فخاض ابن حمورابي معارك كثيرة، وبدأت سيطرته على بابل بالضعف شيئًا فشيئًا، وكانت هذه الثورات هي السبب الرئيس في سقوط دولة بابل القديمة، وغزى الملك الحيثي "مورشيلي الأول" بابل وحكمها بين عامي 1604ق.م و1594ق.م.
الدوله البابليه اللاحقه
وتعدّ هذه الفترة من الفترات المظلمة في تاريخ البابليين، وذلك بسبب ندرة المصادر التاريخيّة التي كتبت عنها، وقد حكم فيها الكاشيون بابل وذلك ما بين عامي 1530ق.م و1160ق.م، وعام 1137ق.م استطاع الملك نبوخذ نصّر الأول أن يُقصي الكاشيين ليصير حكم بابل لسلالة إيسن الثانية، وحاول نبوخذ نصّر أن يوسع الدولة البابليّة ولكن الآشوريين أحبطوا مساعيه في ذلك، وضمّ الآشوريين بابل لدولتهم، كما زوّج "شولمانو- اشارئد" الثالث ابنه "شمشي- اداد" الخامس من الأميرة البابلية" شميرومات" المعروفة تحت اسم سميراميس، وقد حكمت بعد أن مات زوجها مدّة أربع سنوات، كما توّج "توكولتي- ابلي- إشارا" نفسه في بابل، ليتمّ بذلك توحيد التاج الملكيّ بين بابل وآشور للمرة الأولى في التاريخ، وللردّ على المحاولات التي قام بها البابليون للتخلص من الآشوريين قام "سين- أههئ- إريبا " في العام 689 ق.م بالهجوم على بابل ودمرها، وقام ابنه "اشور- أههئ- يدينا " بمحاولة إعادة بناء المدينة ليعيد لها شأنها العظيم، ولكن الآشوريين بعده غيروا سياستهم تجاه بابل فعاثوا فيها الدّمار والخراب، وتمّ تسليمها للملك "اشور- باني- ابلي" في عام 648ق.م بعد حصاره لها لعامين كاملين.
الدوله البابليه الحديثه
تبدأ باستلام القائد العسكريّ نبو- ابلا- اُصر حكم بابل عام 652 ق.م، وقد قام بتوحيد البابلين، وعقد الحلف مع الميديين، وتزوج نبو- ابلا- اُصرمن حفيدة ملك الميديين، وبهذا الحالف صار من الممكن مواجهة آشور، والاتجاه لعاصمة الآشوريين نينوىالتي سقطت في عام 612 ق.م، وحكم نبوخذ نصّر الثاني بين عامي 605 ق.م و562 ق.م، بعد وفاة نبو- ابلا- اُصر، وقد كان رجل دولة ذا إمكانيات عسكرية وقيادية عالية، يحب السلام ويسعى للمشاريع البنائيّة الضخمة، فقد بنى السور الميدي، وبوابة عشتار، وبعد موته خلفه ابنه "نبو- شوما- ؤكين"، وبعد عامين من حكمه انقلب "نِرجال- شارّا- ؤصور" غليه وأخذ العرش، وبعد النزعات بينه وبين الكهنة استلم "نبو نيد" عرش بابل وكان من عبدة الإله سين وذلك في عام 556 ق.م، وترك "نبونيد" مركز الدولة لابنه "بِل- شارّو- ؤصور"، وذهب للسيطرة على واحة تيماء، فأصبحت القافل التجارية المارة من هناك تحت سيطرته
يتبع